التسويق

التسويق الشبكي: فرصة أم وهم؟

التسويق الشبكي: فرصة أم وهم؟

التسويق الشبكي: فرصة حقيقية أم مجرد وهم؟

 

التسويق الشبكي، أو ما يُعرف باسم التسويق متعدد المستويات (MLM)، هو نموذج عمل يثير جدلًا واسعًا بين فرصة حقيقية للعمل وبين كونه مجرد مخطط احتيالي. يعتمد هذا النظام على بناء شبكة من الموزعين الذين يبيعون المنتجات أو الخدمات مباشرة ويجنّدون أعضاءً جددًا، مما يتيح لهم كسب عمولات من مبيعاتهم الشخصية ومبيعات فريقهم.

 

مزايا وعيوب التسويق الشبكي

 

مثل أي نموذج عمل آخر، للتسويق الشبكي جوانب إيجابية وسلبية يجب النظر فيها بعناية.

 

المزايا

 

  • تكلفة بدء منخفضة: غالبًا ما يكون الانضمام إلى شركة تسويق شبكي أقل تكلفة بكثير من بدء عمل تجاري تقليدي.

  • مرونة في العمل: يمكن للموزعين العمل من أي مكان وفي أي وقت، مما يجعله خيارًا جذابًا للعديد من الأفراد الذين يبحثون عن مرونة أكبر في حياتهم.

  • إمكانية تحقيق دخل مرتفع: يرى المؤيدون أن هذا النموذج يتيح فرصة لتحقيق دخل كبير بناءً على الجهد المبذول وتوسيع الشبكة.

  • التدريب والدعم: توفر معظم الشركات تدريبًا على المبيعات والتسويق للموزعين الجدد، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم.

 

العيوب والمخاطر

 

  • التركيز على التجنيد بدلاً من البيع: في بعض الأحيان، يصبح الهدف الأساسي هو تجنيد أعضاء جدد بدلًا من بيع المنتجات، مما يجعله يبدو قريبًا من مخططات الاحتيال الهرمي.

  • دخل غير مستقر: يعتمد الدخل بشكل كبير على حجم المبيعات وتجنيد الأعضاء، مما يؤدي إلى عدم استقرار مالي. غالبية المشاركين لا يحققون أرباحًا كبيرة.

  • الضغوط الاجتماعية: قد يشعر الموزعون بضغط كبير لإقناع الأصدقاء والعائلة بالانضمام أو شراء المنتجات.

  • سمعة سلبية: بسبب وجود شركات وهمية، اكتسب التسويق الشبكي سمعة سلبية لدى الكثيرين. من المهم جدًا التفريق بين الشركات الشرعية والمخططات الهرمية.


 

التسويق الشبكي الشرعي مقابل الاحتيال الهرمي

 

هناك فرق جوهري بين التسويق الشبكي الشرعي والمخططات الهرمية غير القانونية.

  • التسويق الشبكي الشرعي: يركز على بيع منتجات أو خدمات حقيقية وذات قيمة. الأرباح تأتي بشكل أساسي من المبيعات الفعلية للمنتج.

  • الاحتيال الهرمي: لا يوجد منتج حقيقي أو أن المنتج الموجود لا قيمة له. يعتمد النموذج بالكامل على تجنيد أعضاء جدد وشراءهم لمجموعات البدء، والأرباح تأتي فقط من رسوم الانضمام وليس من المبيعات.

 

الرأي الديني في التسويق الشبكي

 

اختلف العلماء المعاصرون حول حكم التسويق الشبكي، وانقسموا إلى فريقين رئيسيين: فريق يرى تحريمه، وفريق يرى جوازه بضوابط.

 

رأي التحريم

 

يرى غالبية الفقهاء المعاصرين والعديد من المجامع الفقهية تحريم التسويق الشبكي، ويستندون في ذلك إلى عدة أسباب:

  • الغرر والمخاطرة: يعتبر هذا النظام من عقود الغرر، حيث يُغرر بالشخص للانضمام مقابل وعود بأرباح كبيرة، بينما الواقع يثبت أن الغالبية العظمى لا تحقق أي أرباح.

  • الربح من غير جهد: يرى بعض العلماء أن الأرباح لا تأتي من البيع الفعلي للمنتجات، بل من تجنيد أعضاء جدد، وهو ما يُعد أكلًا لأموال الناس بالباطل. هذا النظام أشبه بـ القمار، حيث يربح القليل ويخسر الكثير.

  • تشابهه بالمخططات الهرمية: يرى هؤلاء أن هيكلية التسويق الشبكي تشبه إلى حد كبير مخططات الاحتيال الهرمي، التي حُرمت بالإجماع.

 

رأي الجواز بضوابط

 

يرى بعض العلماء المعاصرين جواز التسويق الشبكي إذا التزم بضوابط شرعية صارمة، أهمها:

  • أن يكون الربح من المبيعات الفعلية للمنتجات.

  • أن تكون المنتجات حقيقية وذات قيمة.

  • الخلو من الغرر ووعود الثراء الزائفة.


 

الخلاصة

 

التسويق الشبكي يمكن أن يكون فرصة لمن لديهم مهارات قوية في البيع والتواصل وقدرة على بناء العلاقات، لكنه ليس طريقًا سهلاً للثراء السريع. عليك دائمًا البحث والتحقق من سمعة الشركة قبل اتخاذ أي قرار.

مدونات ذات صلة